هل يمكن لتصغير حجم الثدي أن يحسن صحتك؟
الدكتور طنوس فرنجية جراح تجميل برازيلي معتمد، متخصص في أشهر تقنيات التجميل الحديثة. بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في الطب من الجامعة الأمريكية في بيروت، أكمل عامين في الجراحة العامة، وتدرب في المركز الطبي بالجامعة. أدرك شغفه بجراحة التجميل، فتوجه للتدريب في مستشفى دا بلاستيكا المرموق في البرازيل. يتخصص اليوم في أحدث تقنيات شد الوجه، وتجديد الجفون، ورفع الثدي، ونحت الجسم، وشفط الدهون عالي الدقة، ورفع الأرداف البرازيلي.
وهنا يتحدث بالتفصيل مع مؤسسة TRU & Beyond ميريام عبادي حول اتجاه جراحة تصغير الثدي الشائع.
اكتسب موضوع جراحة تصغير الثدي زخمًا كبيرًا مؤخرًا. هل يمكنكِ إخبارنا ما هي جراحة تصغير الثدي تحديدًا؟
تصغير الثدي عملية جراحية تُقلل حجم الثدي عن طريق إزالة الدهون، أو أنسجة الثدي، أو الجلد، أو غرسة مُزروعة مسبقًا. لا يقتصر الأمر على تصغير حجم الثدي فحسب، بل يشمل أيضًا رفعه وإعادة تشكيله لمنحه خط انقسام أكثر وضوحًا. هذا يمنح الثدي حجمًا علويًا أكثر امتلاءً ويمنعه من الترهل أو الانزلاق إلى الجانب عند الاستلقاء. الهدف الرئيسي من هذه العملية هو تصغير حجم الثدي، ورفعه، وإعادة تشكيله.
كيف يمكنك تقييم ما إذا كان شخص ما مرشحًا حقيقيًا لهذه الجراحة؟
جراحة تصغير الثدي مُخصصة لمن لديهن ثدي كبير ويعانين من آلام في الرقبة والظهر والكتف، أو لمن لديهن أخاديد في الكتف بسبب حمالات الصدر، ويعانين من تهيج مزمن أو طفح جلدي تحت الثدي. وهي مثالية للمريضات اللاتي يعانين من انخفاض الثقة بالنفس بسبب كبر الثدي، ولللواتي يجدن صعوبة في الحفاظ على وضعية الجسم أو يجدن صعوبة في ارتداء حمالة الصدر. في هذه الحالة، تُساعد عملية تصغير الثدي المريضة على استعادة ثقتها بنفسها وتخفيف أعراضها.
في الماضي، كانت النساء يعتقدن أن كبر حجم الثدي يزيد من جاذبيتهن. أما اليوم، فترغب هؤلاء النساء بإزالة الحشوات الكبيرة والشعور براحة أكبر وطبيعية. هل لديكِ الكثير من المريضات اللواتي يطلبن ذلك؟
هذا صحيح. قبل عشر سنوات، كان التوجه السائد هو وضع حشوات كبيرة لزيادة حجم الثدي. أما الآن، فالتوجه هو الحصول على ثدي طبيعي، ثدي أكثر أناقة. ولهذا السبب نُقلّل حجم الحشوات. نستخدم حشوات أصغر، ونضعها أسفل العضلات، ونستخدم حقن الدهون لإخفاء حواف الثدي. ومؤخرًا، نزيل الكثير من الحشوات ونستبدلها بحشوات أصغر.
بالنسبة لشخص يريد تصغير الثدي هل يحتاج إلى رفعه ووضع غرسة أم أن هناك تقنيات أخرى؟
يمكن تصغير الثدي دون استخدام غرسة. لدى المريضات ذوات الثدي الكبير ما يكفي من الأنسجة للتحكم به وإعادة تشكيله بحيث نحصل على خط واضح. تتوفر لدينا عدة تقنيات لإعادة تشكيل الثدي ومنحه مظهرًا جميلًا دون استخدام غرسة. أفضل استخدام الغرسة للمريضات اللواتي لا يملكن أنسجة كافية لإعادة تشكيله.
يتحدث العديد من الجراحين اليوم عن حمالة صدر داخلية؟ ما هي تحديدًا؟
تتطلب حمالة الصدر الداخلية استخدام تقنيات محددة، مثل غرز خاصة أو شبكة لتثبيت الجزء السفلي من الثدي. الهدف الرئيسي من هذه التقنية هو دعم أنسجة الثدي في مكانها ومنعها من السقوط مع مرور الوقت، بالإضافة إلى زيادة المسافة بين الصدر والسرة، والتأكد من ثبات الثدي وعدم سقوطه جانبًا عند الاستلقاء. كما يمكن للمريضة، باستخدام حمالة الصدر الداخلية، الاستغناء عن حمالة الصدر الخارجية، لأن هذه التقنية تضمن دعم الثدي.
يبدو أن النساء يبحثن هذه الأيام عن مظهر أكثر أناقةً وجاذبيةً. ما هي الصيحات التي تلاحظينها؟
نعم، هذا صحيح. بشكل عام، يرغبن في الحصول على نتيجة طبيعية أكثر. يرغبن في غرسات أصغر، ولهذا السبب، في 95% من حالاتي، أضع الغرسة أسفل العضلة للحصول على نتيجة طبيعية أكثر مع شكل قطرة. كما أستخدم حقن الدهون لإخفاء حواف الثدي للحصول على مظهر طبيعي أكثر. كما ذكرت، أحاول دائمًا إجراء عملية رفع أو تصغير الثدي دون استخدام غرسة لأنه يعطي نتيجة طبيعية أكثر. ولكن في بعض الحالات، أضطر إلى استخدام غرسة.
لقد تحدثتُ مع العديد من النساء اللواتي خضعن لجراحة تصغير الثدي، وقد غيّرت حياتهن تغييرًا جذريًا، كما ذكرتِ، فقد تحسّنت آلام الظهر وتكوين أجسامهن بشكل عام. لكن بعد فترة، قلن إن حجم الثديين عاد إلى طبيعته. كيف تُهيئين المريضات لهذا؟
أثناء الاستشارة، أوصي باختيار الحجم المناسب للثدي للحصول على النتيجة النهائية. إذا لم نُصغّر حجم الثدي بما يكفي، ستسحب الجاذبية الثدي للأسفل مع مرور الوقت. كما تؤثر عوامل أخرى على النتيجة، مثل جودة الجلد، على سبيل المثال، إذا كانت المريضة تعاني بالفعل من علامات تمدد على جلدها أو جودة أنسجة الثدي، فقد يكون لديها أنسجة ثدي دهنية أو أنسجة غدية. إذا كانت لديها علامات تمدد على الجلد ولديها أنسجة دهنية، فستكون المريضة عرضة لمزيد من الترهل مع مرور الوقت. يجب شرح هذا لها. ولمنع ذلك، تعلمت تقنية في البرازيل تستخدم القطب السفلي من الثدي. بشكل عام، يزيل الجراحون هذا القطب السفلي من الثدي، وأقوم بتشريحه. من الصعب شرح ذلك من الناحية الفنية، لكنني أقوم بتشريح القطب السفلي من الثدي ثم نثبته على العضلة. من خلال القيام بذلك، تكون النتيجة مماثلة للزرعة وفي الوقت نفسه تعطي خط انقسام أفضل تحديدًا وقطبًا علويًا أكثر امتلاءً للحصول على نتيجة أفضل على المدى الطويل. أعتقد أن 90% من الجراحين لا يستخدمون هذه التقنية.
ذكرت بعض النساء اللواتي خضعن لنقل الدهون عبر الثدي أن تأثيره لم يدم طويلًا. هل هذا أمر يجب على جميع المرضى معرفته أم أنه يعتمد على حالتهم؟
إذا أجرينا عملية حقن الدهون والغرسة فوق العضلة، فلن تدوم الدهون بالتأكيد. لذلك، يجب إجراء عملية حقن الدهون والغرسة أسفل العضلة. ويجب عدم تشريح الكثير من الأنسجة. هناك بعض التفاصيل الفنية في كيفية حقن الدهون، وكيفية استخلاصها، وكيفية معالجتها. يجب حقن كمية قليلة من الدهون لتجنب الإفراط في الحقن، حتى يتوفر للدهون ما يكفي من الدم للبقاء على قيد الحياة. هناك العديد من التفاصيل الفنية.
بالعودة إلى عملية تصغير الثدي، ما هي المخاطر الرئيسية المرتبطة بها؟
أي إجراء جراحي ينطوي عمومًا على مخاطر حدوث مضاعفات. يُعتبر تصغير الثدي إجراءً آمنًا للغاية، إذ يشمل الجلد والدهون والأنسجة الغدية التي تقع فوق العضلات. ومع ذلك، حتى مع تصغير الثدي، قد تحدث العديد من المضاعفات بعد الجراحة، بما في ذلك العدوى، والنزيف، وفقدان الإحساس بالحلمة، وفقدان القدرة على الرضاعة الطبيعية بعد العملية، وفي الحالات القصوى، فقدان الأنسجة أو نسيج الهالة، أو حتى الجلد.
هل أنصح النساء بإجراء هذه العملية إذا كنّ يخططن للإنجاب أو بعده؟ هل هناك عمر معين تنصح به؟
من الناحية المثالية، أنصح المريضة بإجراء العملية بعد انتهاء فترة الحمل. بهذه الطريقة، تكون النتائج أطول أمدًا. ولكن في بعض الحالات، على سبيل المثال، إذا كانت امرأة في العشرين من عمرها ولديها ثديان كبيران جدًا يؤثران على أنشطتها اليومية، ويسببان لها آلامًا في الظهر والرقبة والكتف، وهي غير متزوجة ولا ترغب في الإنجاب قريبًا، أنصح بإجراء العملية، ثم يمكننا إعادة إجرائها أو إجراء عملية رفع أو تصغير لاحقًا بعد عشر أو خمس عشرة سنة.
عندما تقومين بعملية تصغير الثدي، هل تقلل من خطر الإصابة بالسرطان؟
أظهرت الدراسات أن سرطان الثدي لا يزداد مع تصغير الثدي أو إجراء الجراحة، بل في الواقع، ينخفض مع تصغيره. لماذا؟ لأنه أثناء العملية، نزيل أنسجة الثدي، وقد تكون هذه الأنسجة عرضة للإصابة بسرطان الثدي في المستقبل. ولهذا السبب، يقلل هذا بشكل غير مباشر من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
هل هناك طريقة مفضلة لإجراء عملية تصغير الثدي؟
أُفضّل دائمًا استخدام تقنية حمالة الصدر الداخلية، واستخدام الجزء السفلي من الثدي وتثبيته على العضلة لضمان نتائج طويلة الأمد، ولاختيار حجم الثدي المناسب لكل مريضة. على سبيل المثال، إذا كانت المريضة تعاني من ثديين كبيرين وترغب في تصغيرهما بنسبة 30% فقط، ولكن لديها بشرة سيئة ونسيج ثدي دهني، لا يُمكنني تصغير حجم الثدي بنسبة 30% فقط، بل يجب أن يكون بنسبة 60/70% للحصول على نتائج طويلة الأمد.
تلجأ النساء إلى إزالة حشوات الثدي خوفًا من مخاطرها الصحية. ما رأيكِ في هذا؟
لدينا العديد من المريضات اللواتي يُزيلن غرساتهن، وهو ما يُسمى باستئصال الثدي. في هذا الإجراء، نُزيل غرسات الثدي بسبب شكواهن من متلازمة تُسمى مرض غرسات الثدي. مرض غرسات الثدي هو متلازمة مناعية ذاتية تتضمن أعراضًا متعددة، منها ألم المفاصل، وآلام العضلات، والتعب، وجفاف العين، وجفاف الفم، وعادةً ما تُعزى إلى وجود جسم غريب داخل الجسم. في هذه الحالة، يكون السبب الرئيسي هو غرسات الثدي. يعاني حوالي 10% من السكان من هذه المشكلة. عند إزالة الغرسات، يشعرن براحة أكبر وتختفي الأعراض.
عند إجراء عملية رفع الثدي، عادةً ما تُجرى من خلال ندبة على شكل حرف T حول الحلمة. هل هناك طريقة أخرى لرفع الثدي عن طريق ندبة حول الحلمة فقط؟ هل هذا أمر جديد؟
يمكننا إجراء جراحة تصغير الثدي بشق صغير فقط حول الحلمة أو الهالة عن طريق إجراء شق حول الحلمة فقط مع ندبة عمودية لأسفل على الثدي أو بثلاثة شقوق، شق حول الحلمة وآخر لأسفل على الثدي والشق الثالث وهو شق أفقي داخل ثنية الثدي. بالنسبة للثديين الكبيرين جدًا، يجب إجراء ندبة على شكل حرف T المقلوب، والتي تتضمن الندبات الثلاثة. الآن، إذا كنت ترغبين في تقليل حجم الثدي بنسبة 10/20% فقط دون رفعه كثيرًا، فيمكننا استخدام ندبة الهالة فقط. ولكن من أجل تحقيق خط واضح وامتلاء المنفذ العلوي، يجب عليك إجراء العملية بالكامل. أفهم أن الكثير من المرضى يخشون الندبة بعد مناقشتها كثيرًا أثناء العملية وكيفية العناية بها بعد الجراحة عن طريق وضع الكريمات وجل السيليكون ولصقات السيليكون وتجنب التعرض لأشعة الشمس واستخدام الكثير من تجديد سطح الجلد بالليزر لتحسين جودة الندبة.